صانعات الأجيال

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اسلامي نسائي


    لاتكسر الجرة وستجني الثمرة

    صانعة الأجيال
    صانعة الأجيال


    عدد المساهمات : 1106
    تاريخ التسجيل : 13/04/2009
    الموقع : في أرض الله الواسعة

    لاتكسر الجرة وستجني الثمرة Empty لاتكسر الجرة وستجني الثمرة

    مُساهمة من طرف صانعة الأجيال الإثنين يونيو 01, 2009 2:29 am



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


    أخواتي الغاليات بناتي الحبيبات قد تكون هذه هي آخر كتابة أسطرها هنا في قلم نابض

    ولم يتبق لدي سوى كلمات سأسطرها في همزة وصل ثم نفترق إلى أجل لايعلمه إلا الله

    ولكنني أحببت قلم نابض بحبي لأهله فلعلها تكون خاتمة حسنة لي في هذا القلم

    غالياتي كنت أقرأ سطورأ للشيخ عائض القرني فجالت هذه الخاطرة ببالي هي لا ترتقي لكتاباته

    ولكنها خطرة استوقفتني ففاضت بها مشاعري فأقبلوها .......



    في تجوالنا في دنيانا ومن خلال أسفارنا وتقلبنا نلتقي إخوة ونلتقي مدناً ولعلنا نظرنا هناك في الأفق البعيد رمقنا

    مدناَ مضيئة ومن ضمنها ( المدينة الفاتنة)

    فما هي تلك المدينة الفاتنة؟؟؟ هي من سلبت فكر الصغير والكبير والغني والفقير ولكن من ذا عساه يدخلها؟؟؟؟

    كان من شروط صاحب المدينة أنه لن يدخل المدينة إلا كل متسربلاً سربال التنكر والتخفي ..... ويجلب معه

    هداياه كل حسب استطاعته

    مهلاً ..... مهلاً

    لماذا هذا الشرط ؟؟؟؟؟؟
    هذا الشرط كان من صاحب فكر متقد !!!!!! كيف ذلك ؟؟؟؟

    كان يريد أن يدخلها عامة الناس وخاصتهم دون تفريق !!!!

    كان يريد أن يدلي كل بدلوه لا يخشى في الله لومة لائم !!!!

    ودخل المدينة علية القوم الأمير والوزير وابن الحاكم والسفير .....

    دخل العالم وابن العالم والداعي إلى الله بإحسان .....

    دخل الفقير والمعدم دخل المحتاج دخل المسكين .....

    الكل يعرض هداياه ودرره وبضاعته يعرض الثمار ... المآكل .... المشارب ... الجواهر والدرر...

    ولقد انزوى بالركن بعيداً عن الأضواء المتسربل بسربال قديم صاحب الجرة ومعه أكوازه يسقي العطشان

    ويغيث الملهوف ويدل الحائر التائه ( يا الله من عساه يكون ذلك المتخفي )؟

    وكان صاحب المدينة وابنه يمشيان في وسط الجموع ..... دون بهارج وشموع .....

    الابن وسط الجمع انبهر ..... ببريق الجواهر والدرر..... ونسي أن كلها تفنى ولا يبقى سوى الأثر ......

    رأى الابن ذلك المنزوي والمتسربل سربال الفقر ...... ظن أنه ليس لديه سوى القفر .........

    ثارة ثورته وانطلق نحوى المنزوي وبلا حذر .... أراد أن بالعصا تحطيم الأكواز والجرر .....

    فانطلق أباه الحكيم نحوه وأمسك بيده أي بني الحذر ..... الحذر

    الرفق واللين في الأمور زين فأتزر.....

    ماذا عساه النفع نجنيه إذا انكسر.....

    وإن عدم اللين والرفق لاتعلم ما يخفي لك القدر .....

    لعله الحاكم أو العالم وأنت إذاً في خطر .....

    أو لعلنا نجني الرواء منه والشفاء والأجر.....

    ورد الابن يا أبت حكيم أنت فاستمر .....

    هذه القصة تخيلتها وأنا أقرأ هذه الكلمات للشيخ عائض القرني حفظه الله كما قلت لكم وهي ....


    اجن ِ العسل ولا تكسر الخليَّة الرفق ما كان في شيءٍ إلاَّ زانهُ ، وما نُزع من شيءٍ إلاَّ شانُه ، اللينُ في الخطاب ، البسمةُ الرائقةُ على المحيا ، الكلمةُ الطيبةُ عند اللقاءِ ، هذه حُلُلٌ منسوجةٌ يرتديها السعداءُ ، وهي صفاتُ المؤمِنِ كالنحلة تأكلُ طيِّباً وتصنعُ طيِّباً ، وإذا وقعتْ على زهرةٍ لا تكسرُها ؛ لأنَّ الله يعطي على الرفقِ ما لا يعطي على العنفِ . إنَّ من الناسِ من تشْرَئِبُّ لقدومِهِمُ الأعناقُ ، وتشخصُ إلى طلعاتِهمُ الأبصارُ ، وتحييهمُ الأفئدةُ وتشيّعهُمُ الأرواحُ ، لأنهم محبون في كلامهِم ، في أخذهم وعطائِهم ، في بيعهِم وشرائِهم ، في لقائِهم ووداعِهِم . إن اكتساب الأصدقاءِ فنٌّ مدروسٌ يجيدُهُ النبلاءُ الأبرارُ ، فهمْ محفوفون دائماً وأبداً بهالةٍ من الناسِ ، إنْ حضروا فالبِشْرُ والأنسُ ، وإن غابوا فالسؤالُ والدعاءُ . إنَّ هؤلاءِ السعداء لهمْ دستور أخلاقٍ عنوانُه : ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ فهمْ يمتصون الأحقاد بعاطِفتِهِمُ الجيّاشةِ ، وحلمِهِمُ الدافِئ ، وصفْحِهم البريءِ ، يتناسون الإساءة ويحفظون الإحسان ، تمُرُّ بهمُ الكلماتُ النابيةُ فلا تلجُ آذانهم ، بل تذهبُ بعيداً هناك إلى غيرِ رجْعةٍ . همْ في راحةٍ ، والناسُ منهمُ في أمنٍ ، والمسلمون منهمُ في سلام (( المسلمُ من سلِم المسلمونُ من لِسانِهِ ويَدِهِ ، والمؤمنُ من أمِنَهُ الناسُ على دمائِهم وأموالِهم )) (( إن الله أمرني أنْ أصل منْ قطعني وأن أعْفُوَ عمَّن ظلمني وأن أُعطي منْ حرَمَنِي )) ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ بشّرْ هؤلاء بثوابٍ عاجلٍ من الطمأنينةِ والسكينةِ والهدوءِزوبشرهم بثوابٍ أخرويٍّ كبيرٍ في جوارِ ربٍّ غفورٍ في جناتٍ ونَهَرٍ ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ﴾. ______________
    من كتاب " لا تحزن"
    عائض القرني





      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 8:56 pm