السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أتاك حديث لا يمل سماعه *** شهي إلينا نثره ونظامه
إذا ذكرته النفس زال عناؤها *** وزال عن القلب المعنى ظلامه
أخباركم اليوم ؟أحسن بإذن الله
حبيباتي اليوم القطفة االسادسة والعشرون وأسأل الله أن ينفعنا بها
(26)
قال ابن القيم واصفا أحوال العباد:
" وأما السابقون المقربون فنستغفر الله الذي لا إله إلا هو
أولا من وصف حالهم وعدم الاتصاف به بل ماشممنا له رائحة
ولكن محبة القوم تحمل على تعرف منزلتهم
والعلم بها وإن كانت النفوس متخلفةمنقطعة عن اللحاق بهم"
إلى أن قال:
"ثم يصلي ما كتب الله صلاة محب ناصح لمحبوبه متذلل منكسر بين يديه
لا صلاة مدل بها عليه يرى من أعظم نعم محبوبه عليه أن أقامه وأنام غيره
واستزاره وطرد غيره وأهله وحرم غيره فهو يزداد بذلك محبة إلى محبته
ويرى أن قرة عينه وحياة قلبه وجنة روحه ونعيمه
ولذته سروره في تلك الصلاة فهو يتمنى طول ليله ويهتم بطلوع الفجر
كما يتمنى المحب الفائز بوصل محبوبه ذلك
فهو كما قيل:
يود أن ظلام الليل دام له
وزيد فيه سواد القلب والبصر
فهو يتملق فيها مولاه تملق المحب لمحبوبه
العزيز الرحيم ويناجيه بكلامه معطيا لكل آية حظها من العبودية
فتجذب قلبه وروحه إليه آيات المحبة والوداد
والآيات التي فيها الأسماء والصفات
والآيات التي تعرف بها إلى عباده بآلائه وإنعامه عليهم وإحسانه إليهم
وتطيب له السير آيات الرجاء والرحمة وسعة البر والمغفرة
فتكون له بمنزلة الحادي الذي يطيب له السير ويهونه
وتقلقه آيات الخوف والعدل والانتقام
وإحلال غضبه بالمعرضين عنه العادلين به غيره
المائلين إلى سواه فيجمعه عليه ويمنعه أن يشرد قلبه عنه
فتأمل هذه الحال وتفقه فيها والله المستعان
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وبالجملة فيشاهد المتكلم سبحانه وقد تجلى في كلامه
ويعطي كل آية حظها من عبودية قلبه الخاصة الزائدة
على نفس فهمها ومعرفة المراد منها.
ثم شأن آخر لو فطن له العبد لعلم أنه كان قبل يلعب كما قيل:
وكنت أرى أن قد تناهى بي الهوى
....................إلى غاية ما بعدها لي مذهب
فلما تلاقينا وعاينت حسنها
....................تيقنت أني إنما كنت ألعب
فوا أسفاه وواحسرتاه كيف ينقضي الزمان وينفذ العمر
والقلب محجوب ما شم لهذا رائحة
وخرج من الدنيا كما دخل إليها
وما ذاق أطيب ما فيها بل عاش فيها عيش البهائم
وانتقل منها انتقال المفاليس
فكانت حياته عجزا وموته كمدا ومعاده حسرة وأسفا
اللهم فلك الحمد وإليك المشتكى
وأنت المستعان وبك المستغاث
وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك
...............
~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
أتاك حديث لا يمل سماعه *** شهي إلينا نثره ونظامه
إذا ذكرته النفس زال عناؤها *** وزال عن القلب المعنى ظلامه
أخباركم اليوم ؟أحسن بإذن الله
حبيباتي اليوم القطفة االسادسة والعشرون وأسأل الله أن ينفعنا بها
(26)
قال ابن القيم واصفا أحوال العباد:
" وأما السابقون المقربون فنستغفر الله الذي لا إله إلا هو
أولا من وصف حالهم وعدم الاتصاف به بل ماشممنا له رائحة
ولكن محبة القوم تحمل على تعرف منزلتهم
والعلم بها وإن كانت النفوس متخلفةمنقطعة عن اللحاق بهم"
إلى أن قال:
"ثم يصلي ما كتب الله صلاة محب ناصح لمحبوبه متذلل منكسر بين يديه
لا صلاة مدل بها عليه يرى من أعظم نعم محبوبه عليه أن أقامه وأنام غيره
واستزاره وطرد غيره وأهله وحرم غيره فهو يزداد بذلك محبة إلى محبته
ويرى أن قرة عينه وحياة قلبه وجنة روحه ونعيمه
ولذته سروره في تلك الصلاة فهو يتمنى طول ليله ويهتم بطلوع الفجر
كما يتمنى المحب الفائز بوصل محبوبه ذلك
فهو كما قيل:
يود أن ظلام الليل دام له
وزيد فيه سواد القلب والبصر
فهو يتملق فيها مولاه تملق المحب لمحبوبه
العزيز الرحيم ويناجيه بكلامه معطيا لكل آية حظها من العبودية
فتجذب قلبه وروحه إليه آيات المحبة والوداد
والآيات التي فيها الأسماء والصفات
والآيات التي تعرف بها إلى عباده بآلائه وإنعامه عليهم وإحسانه إليهم
وتطيب له السير آيات الرجاء والرحمة وسعة البر والمغفرة
فتكون له بمنزلة الحادي الذي يطيب له السير ويهونه
وتقلقه آيات الخوف والعدل والانتقام
وإحلال غضبه بالمعرضين عنه العادلين به غيره
المائلين إلى سواه فيجمعه عليه ويمنعه أن يشرد قلبه عنه
فتأمل هذه الحال وتفقه فيها والله المستعان
ولا حول ولا قوة إلا بالله
وبالجملة فيشاهد المتكلم سبحانه وقد تجلى في كلامه
ويعطي كل آية حظها من عبودية قلبه الخاصة الزائدة
على نفس فهمها ومعرفة المراد منها.
ثم شأن آخر لو فطن له العبد لعلم أنه كان قبل يلعب كما قيل:
وكنت أرى أن قد تناهى بي الهوى
....................إلى غاية ما بعدها لي مذهب
فلما تلاقينا وعاينت حسنها
....................تيقنت أني إنما كنت ألعب
فوا أسفاه وواحسرتاه كيف ينقضي الزمان وينفذ العمر
والقلب محجوب ما شم لهذا رائحة
وخرج من الدنيا كما دخل إليها
وما ذاق أطيب ما فيها بل عاش فيها عيش البهائم
وانتقل منها انتقال المفاليس
فكانت حياته عجزا وموته كمدا ومعاده حسرة وأسفا
اللهم فلك الحمد وإليك المشتكى
وأنت المستعان وبك المستغاث
وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك
...............
~~~