السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
عيدكم مبارك
وكل عام وأنتم بخير
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
عِيدَ الْهَنَاءَ فَكُنْ عَلَيْنا نِعمَةً ... وَمِنَ الْكَرِيمِ فَجِئْنَا بِالإمْدَادِ
وَاِحْمِلْ إِِلَى الأَحْبَابِ صَفوَ تَحِيَّتِى ... مَشْفُوعَةً بِمَحَبَّتي وَوِدَادِي
إِنّي أَزُفُّ وَقَدْ عَلانِي وَاجِبٌ ... مَا عِشْتُ تَهْنِئَتِي لأَهْلِ النَّادِى
عيدنا هذا اجتمع فيه عيدان الجمعة عيد الأسبوع وعيد الأضحى كما قال عليه الصلاة والسلام :
" قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه عن الجمعة و إنا مجمعون إن شاء الله تعالى ."
رواه أبو داود وصححه الألباني.
فالحمد لله على تمام النعمة، ونسأله شكرها.
أخواتي:
من تأمل أحول الناس في الأعياد وعرف كيف يقضون أوقاتهم، وكيف يمضون أعمارهم،
علم أن أكثر الناس محرمون من نعمة استغلال العمر واغتنام الوقت ومن هنا يسعدنا
أن نشارككم فرحة هذا العيد بقطوف من بستان النصح نهديها لكم، متمثلين بذلك
قول الله تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى } وذلك حتى يكون عيداً سعيداً بإذن الله..
توجيهات:
- أختاه حافظي على سترك وعفافك، فإن الفرحة في العيد محببة إلى النفوس،
ولكن لا يجعلنا ذلك نرضى بالعري والتبذل والتبرج في الصحيحين عن أَبَي هُرَيْرَةَ قُالُ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"
هذا معجب بنفسه فخورا، فكيف بمن تعرى وتكشف.{ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ }(26)الأعراف.
- زيارة الأقارب وصلة الأرحام، فهي سبب دخول الجنة وحصول الرحمة قال حبيبنا
صلى الله عليه وسلم " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه" رواه البخاري.
ولا يلزم من زيارتهما أن تطول مدة الزيارة، فيكفي من العقد ما أحاط العنق.
- قال صلى الله عليه وسلم "كلكم راع ومسؤول عن رعيته" الحديث،
والأبناء من أغلى المسؤوليات وأعظم الأمانات رعاية وحفظا، فليحافظ المرء على الأمانة
وليحذر من أن تسرق تلك الأمانة أو تخدش أو تمس بسوء.
بإهمالها أو الاختلاط بمن لم يُعتنى بتقويمه.
وعند الصباح يحمد القوم السرى.
ـ يقول الله جل وعلا {والعصر، إن الإنسان لفي خسر} ويقول الأول:
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليكـ يضيع
فإضاعة الأوقات فيما لا فائدة منه وإشغالها بمشاهدة أو حضور المحرمات
أو المنكرات وأماكن اللهو وميادين العبث من أعظم التضييع لأمانة الوقت.
ـ لنعلم أولادنا أن ليس معنى العيد الإسراف أو التبذير في المال والوقت،
بل إن للعيد معنى أكبر من هذا بكثير، قال صلى الله عليه وسلم
"لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيم أفناه
وعن شبابه فيم أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه ؟."
رواه الترمذي وحسنه الألباني.
- العناية بآخرتنا فكل طاعة نعملها إنما هي إعمار للآخرة فلا تنشغلي بتنافس
أهل الدنيا في بهرجتهم والمبالغة في زينتهم ولباسهم.
يقول أحد السلف: إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة. ودع عنك موازين الناس لبعضهم وناج ربك وقل:
ويا ليت الذي بيني و بينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود يا غاية المنى
فكل الذي فوق التراب تراب
- في هذه الأيام من الله علينا بالأجواء الرائعة، وهطول الأمطار
فالجو جميل والنسيم عليل، ما أجمل أن يقضي المرء يوما بريا مع أولاده،
أو في استراحة ، يشعرهم بالتغيير والتجديد، ويتفكرون في نعم الله
أعاد الله علينا وعليكم العيد أياما عديدة وسنوات مديدة.
وأقر عيوننا بالنصر والتمكين لأمتنا.
محبتكم: الباسقة.